بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قصص من كتب التفاسير
رسالة
الرأي الأولى في تفسير قوله تعالى (عبس وتولى)
وبيان حقيقة قصة النبي مع الصحابي ابن مكتوم
(الفصل الرابع)
#- فهرس:
:: الفصل الرابع :: عن المكان الذي جاء
فيه الأعمى لمقابلة النبي – وهل يمكن التصور أن النبي طرد الأعمى ::
1- س8: أين
جاء ابن أم مكتوم لمقابلة النبي ؟
2- س9: هل محتمل أن يكون الأعمى جالس
النبي مع الذي كان يكلمه ؟
3- س10: هل يصح القول أن النبي طرد الأعمى لما جاءه وقد خالف القرآن ؟
*****************
:: الفصل الرابع
::
*****************
..:: س8: أين جاء
ابن أم مكتوم لمقابلة النبي ؟ ::..
- من الأمور المبهمة في القصة هو مكان مجيء ابن أم مكتوم
للنبي .. فهل جاءه عند الكعبة
.. أم جاءه عند دار الندوة وهل محل اجتماع نادي قريش .. أم جاءه عند منزل النبي ..
؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لا يوجد تحديد للمكان الذي جاء فيه الأعمى لمقابلة
النبي .. إلا أن غالب الظن أنه أتى لبيت النبي صلى الله عليه وسلم .. وأخذ ينادي
عليه مرار ولم يستجب له النبي.
- وأن عدم رد النبي عليه ..
لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أنه بعد الاستئذان عليه ثلاثا ولا يلقى إجابة فهو
سيرجع .. ليه ؟
#- لأنه جاء في (حديث صحيح) .. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذَا اسْتَأْذَنَ أحَدُكُمْ ثَلَاثًا
فَلَمْ يُؤْذَنْ له فَلْيَرْجِعْ) صحيح البخاري.
2- أو قد يكون الأعمى .. قد جاء إلى
النبي في مكان كان جالسا فيه النبي مع أحد سادة قريش أو بعضهم سواء عند الكعبة أو
دار الندوة .. وحينما أخبر قائد الأعمى الذي يمسك بيده ليريه الطريق ,, أنه وصل
إلى المكان الذي يجلس فيه النبي .. فاخذ يعلو بصوته طلبا من النبي في أن يأذن له
في الجلوس معه .. ويكرر الطلب .. حتى أستاء النبي وتضايق من مقاطعة كلامه مع الذي
كان يكلمه .. فأشار النبي لقائد الأعمى أن يرجع به في ذلك الوقت لانشغاله بمن هو
يجالسه او يجالسهم.
#- ملحوظة: بعض من كتب في
قصة الأعمى .. ستجد من كلامه يظهر وكأن هذا الاعمى قد وصل للنبي من نفسه ..
!! فكيف عرف الأعمى بمكان تواجد النبي وهو لا يرى ؟ بل كيف يتحرك من بيته وإلى أي
اتجاه وهو لا يرى ؟!!
- وهذا من غريب ما قرأته للبعض .. أو لعله لم
ينتبه لألفاظ كتابته فظهر منها أنه يقصد ذلك .. والله أعلم.
#-
مهما كان المكان الذي جاء فيه ابن أم مكتوم لمقابلة النبي .. فنلاحظ ثلاثة أمور:
- الأول: أن النبي صلى
الله عليه وسلم ما عبس في وجهه لأنه أصلا لم يقابله .. فكيف يعبس في وجهه ؟!! ولو
كان قابله فلماذا كان ينادي عليه ليستأذن منه في الحضور إليه ؟!
- الثاني: أن النبي صلى
الله عليه وسلم لم يتولى عنه بأن أعطاه قفاه ورحل عنه كما يتصور البعض .. لا ..
وإنما كان الإعراض عن الأعمى بعدم الإجابة عليه فيما طلب الأذن فيه بمجالسته.
- الثالث: حتى ما قبل لحظة
مجيء الأعمى إلى النبي ومناداته عليه ليأذن له في مجالسته .. لم ينزل وحي من الله
بالإعتراض على النبي في مجالسة هذا الذي كان يدعوه للإيمان من عظماء قريش .. "إذن
النبي لم يكن يفعل شيء مخالف لما أمره به الله" .. وإنما العتاب بالوحي نزل
حينما أتاه مؤمنا وله عذر العمى .. وكأن الله رأف بحال المؤمن الأعمى وما تحمله من
مشقة المجيء وهو حاله العمى .. ولذلك عاتب النبي فيه بأن تصرفه مع الاعمى كان خلاف
الأولى فعله .. إذ أن هذا الأعمى كان الأولى بالمجالسة من الكافر الذي يظهر من
حاله أنه مستغني عن ربه بماله ومكانته الدنيوية ..!!
-
والله أعلم.
***********************
..:: س9: هل محتمل أن يكون الأعمى جالس
النبي مع الذي كان يكلمه ؟ ::..
- قد يخطر على بالك سؤال فتقول: هل محتمل يكون
الأعمى قد جاء للنبي وانزعج النبي من قدومه .. إلا أنه أجلسه معه في نفس المكان ..
ولكن النبي استمر في الكلام مع الذي كان يكلمه .. وكلما حاول الأعمى أن يقاطع
النبي ويسأله عن شيء فكان النبي لا يلتفت إليه .. ؟!!
#-
ولعل ما يساعد على ما سبق هو ما جاء في رواية أخرى (ضعيفة جدا) .. عن جويبر بن سعيد البلخي عن
الضحاك ومما جاء في الرواية: (فأقبل عبد الله بن أم مكتوم
الأعمى فجعل يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يعرض عنه وَيعْبِسُ في وجهه ويقبل على الآخر، وكلما سأله .. عبس في وجهه وأعرض عنه ...) رواه ابن سعد في الطبقات ..
(قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (جويبر بن سعيد) وهو
ضعيف جدا .. (راجع
تهذيب التهذيب ج2 ص124)..، والرواية فيها انقطاع بين الضحاك وبين النبي صلى
الله عليه وسلم .. ولا نعلم من أين أتى "الضحاك بن مزاحم" بهذا التصور
في القصة .. أم أن هذه القصة ملفقة ومدسوسة عليه من "جويبر بن سعيد" ؟!!
الله أعلم ..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الظن أو التصور المسبق .. وإن كان محتمل
.. إلا أنه لا يمكن الظن بحدوثه .. ليه ؟
1- لأنه
لو كان حدث ذلك فعلا .. لكان النبي طلب منه أن يلتزم السكوت حتى ينتهي من
مناقشة الشخص الذي يكلمه .. وبالتالي كان الأعمى سيلتزم بذلك بكل تأكيد.
2- بل
ولا أظن أن ابن ام مكتوم يكون جالس النبي .. ويستمع حواره مع
الذي يكلمه .. ثم تطاوعه نفسه في أن يقطع حديث النبي مع الذي يكلمه ليسأله في شيء
..!!
- بل سيكون صامتا متأدبا لينتفع من هذه المحاورة
..
@- وقد ذكرت لك ما سبق أخي الحبيب .. لأنك ستجد في
بعض كتب التفسير .. ما قد يشير إلى أن الأعمى كان يقاطع النبي أثناء حواره مع الذي
كان يكلمه .. فأنت تظن حينئذ أنه كان يجالس النبي ويقاطعه في الكلام .. طلبا في أن
يعلمه كما هو يعلم من هو جالس معه .. وهذا خطأ .. لأن المقصد بالمقاطعة عند بعض
العلماء هو مناداة الأعمى على النبي أثناء محاثته لأحد كبراء قريش ليأذن له
بالدخول .. فكانت هذه المناداة المتكررة هي ما كان يقطع على النبي حواره مع الذي
يحاوره .. أما بعض العلماء فظن أن الاعمى دخل على النبي وجالسه وكان يقاطعه في
الحوار وكأنه استند في ذلك إلى ما تم روايته عن التابعي الضحاك بن مزاحم وهذه
رواية باطلة ولا حجة للإستدلال بها لا من قريب ولا من بعيد .. والله أعلم.
#- خد بالك أخي
الحبيب:
- كل سؤال
أذكره لك .. هو يحل لك إشكالية في
متاهات كتب التفسير التي لو قرات فيها ستجد كلام محير خاصة في قصة مجيء الأعمى وما
حدث معه .. ولو قصة ستقرأها سيترتب عليها أسئلة تؤدي بك لوسوسة في نهاية الأمر
لكونك لا تستطيع تحديد الصواب من الخطأ .. ولذلك احاول قدر المستطاع ادخل فيما
يمكن لعقلك أن يتصوره أو يتسائله أو ما هو محتمل أن تفكر فيه .. حتى أنزع منك هذا
الوسواس المحتمل حدوثه لك .. أو على الأقل يستقيم لك الفكر فيما هو صحيح فقط وتترك
ما هو ضعيف.
- وما توفيقي إلا بالله .. عليه توكلت وإليه أنيب
.. وأسأله القبول.
*********************
..:: س10: هل يصح
القول أن النبي طرد الأعمى لما جاءه وقد خالف القرآن ؟ ::..
- من غريب ما أجده .. أن البعض
يظن من خلال مفهومه الخاص لقوله (عبس وتولى)
أن النبي بهذا يكون قد طرد ابن أم مكتوم الأعمى .. وجلس مع الذي اتبع هواه .. وهذا
حينئذ مخالف للقرآن .. لقول القرآن:
- إذ قال تعالى: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ
حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِين) الأنعام:52.
- وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) الأنعام:54.
- وقال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف:28.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- ما هو مفهوم الطرد ؟
- الطرد هو إبعاد شخصا بجفاء وغلظة أثناء مقابلتك له ..
- فهل النبي قابل الأعمى حتى يطرده ؟!! أكيد ..
لا ..
- لم يحدث أنه قابله وإنما جاءه .. ولم يحدث
أنه أبعده بجفاء وغلظة ..!!
- ولو كان حدث أن
النبي طرد الأعمى ما كان سكت القرآن عن ذلك أبدا .. بل وكان اشتهر أمر ذلك بين
الصحابة.
2- ولو
كان عدم الإذن بدخول أحد هو معناه الطرد في نظر من يقول بذلك .. فهذا فيه مخالفة صريحة لكلام الله .. وكان عليه أولا أن يعترض على الله ..
إذ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا
عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ
لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا
فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور:27-28.
- فحينما يقال لشخص ارجع لعدم توافر ظروف المقابلة الآن .. فهذا ليس طردا له .. وإنما
عدم مناسبة الوقت لذلك .. فارجع وأنت ملتمسا الأعذار له إذ لعل له عذرا يمنعه عن
مقابلتك الآن .. فذلك أزكى لك من الشك والريبة وإلقاء التهم بمن لم يستطع مقابلتك وتظن
فيه السوء بسبب عدم إذنه لك بالمقابلة.
3- أما عن الإستدلال بقوله: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) الانعام:52 .. فهذا
استدلال خاطيء .. لأنك افترضت أن قصة الأعمى فيها طرد للنبي .. وأتيت من القرآن
بما تثبت به أن الطرد للمؤمنين منهي عنه .. وبالتالي قلت كيف تصح القصة حينئذ ؟!!
- وهذا خطأ من أساسه .. لأن
افتراضك باطل .. وغير صحيح .. لأنه لا وجود له في القصة .. فضلا عن أن النبي لم يقابل
أصلا ابن أم مكتوم ليطرده ..!!
- ولو كان طرده النبي لكان القرآن أثبت ذلك .. لأن القرآن لو سكت عن ذلك فهذا معناه سكوت الحق جل شأنه على
الباطل .. وهذا يكون فيه اتهام صريح لذات الله بالظلم .. وحاشاه جل جلاله ..
- فما
لكم كيف تحكمون ؟!!
- وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن
يطرد أحد من مجلسه .. وهذا ما
لا وجود له في أي مكان من كتب أهل العلم .. ولم ينطق به القرآن .. ولم يخبرنا به
صحابي ولا تابعي.
- ولم يذكر أي عالم ممن أشار لقصة
الاعمى .. أن النبي يظهر من القصة أنه طرد ابن ام مكتوم .. فلماذا البعض
يزعم بالباطل في قصة الأعمى أن النبي طرده ؟!!
- وإذا كان عدم الإذن بالدخول فيه طرد .. فلماذا لم تحتج على الله الذي شرَّع هذا الأمر ؟!!
- وعموما فإن قوله
تعالى: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) .. هو حجة لمن يقول بقصة الأعمى وليس حجة عليهم .. لأنه
بهذه الآية يتم ثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عصى الله أبدا بمخالفة أمره
جل شأنه .. وبالتالي فيكون ما فعله النبي مع الأعمى ليس طردا كما قال من زعم بذلك.
- علما بأن الآية تشير .. إلى أن الله أمره بعدم طرد أحد ممن يجالسه من المؤمنين .. ونزلت في قوم كان يجالسهم النبي من
الصحابة وكانوا فقراء .. ومر عليهم جماعة من عظماء قريش الذين لم يؤمنوا .. وطلبوا
من النبي أن يطردهم عنه إن أراد أن يجالسوه .. فنزل القرآن بالمنع.
- إذن: النبي صلى الله عليه وسلم
لم يطرد أحد من المؤمنين كان يجالسه أبدا.
- فالإستدلال
بالآية حجة بأن فعل النبي هو عدم طرد المؤمنين .. فكيف يظن
أحد أن هذا كان فعل النبي مع الأعمى ؟!!
- وبالتالي أن من يظن بأن فعل النبي مع الأعمى هو الطرد .. ويستدل بهذه الآية فهو يلعب
بنار الفتنة دون أن ينتبه .. لأنه أخطأ مرتين:
أ- مرة أخطأ بقوله أن النبي طرد الأعمى
..
ب- وأخطأ مرة أخرى بتحريض المؤمنين على أن
يصدقوا كلامه من استدلاله بآية منع طرد المؤمنين أثناء مجالستهم للنبي .. ليؤكد
للناس موهما لهم أن ما فعله النبي مع الأعمى هو كان طردا له وأن هذا يتعارض مع
القرآن ..!! في حين هذا تصور باطل كليا لأنه لا وجود له في قصة الأعمى .. !!
- وللجميع أخطاءه .. والله غفور رحيم.
4- أما عن الإستدلال بقوله: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا
فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) الأنعام:54.. فالإستدلال بها خاطيء لإنكار
قصة الأعمى مع النبي .. ليه ؟
أ- لأنه الخطأ أن تختصر من
الآيات لتثبت وجهة نظر .. ولتظهر أنه من المفترض أن النبي حينما يجيئه المؤمنين أن
يقل له السلام عليكم بدلا من أن يتولى عنهم .. لتظهر أن قصة النبي مع الأعمى باطلة.
- فهذا خلط فاضح في أحكام الله .. ليه ؟
- لأنك خلطت حكم الإستئذان بدخول البيت الخاص
.. بحكم من يجيء للنبي مؤمنا يسترشده في حال معاصيه كيف يتوب منها ..
- فالدخول للنبي شيء .. وطلب الفتوى من النبي شيئا آخر ..!!
#- ولو كنت انتبهت لباقي الآية .. لكنت أدركت حجم الخطأ لحظة استدلالك بهذه
الآية .. إذ ان الآية كاملة توضح لك ما خفي عنك إذ قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ
عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ
فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأنعام:54.
- فالآية تتكلم عن الذين يأتون
النبي .. وهم مؤمنين بالله ويستفتونه في ذنوبهم التي صدرت عنهم ماذا سيكون مصيرها ..
فأخبره الله أن يطمئنهم .. وأن السلام لهم من الله طالما آمنوا وتابوا ..
ب- أو لعلك تتوهم أن النبي صلى الله عليه
وسلم قد تجاهل الاعمى لأنه أتاه طالبا الإرشاد الديني .. فتجاهله النبي ..
وأن هذا معارض للآية التي أشرت إليها وهي: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) .. فإذا كان هذا مقصدك .. فقصة الأعمى لم يصح فيها أن الأعمى جاء طالبا
من النبي أن يعلمه شيء في الدين ..!! وكلها روايات لم تصح التي أتى فيها جزئية
(علمني مما علمك الله) ..
5- أما عن قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ
أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف:28.
- فما وجه الأعتراض بهذه الآية على قصة الأعمى ؟!!
- فهل قال أحد أن النبي لم يصبر نفسه مع الذين آمنوا فتركهم ورحل عنهم من أجل جماعة
من الكفار ؟!!
- ولكن من الغريب أن يقول من يستدل بهذه
الآية .. أن جلوس النبي مع الكافر يكون هو جلوس مع من اتبع هواه وهو مذموم بنص هذه
الآية .. !!
- وهذا كلام يدل على أن قائله جاهل تماما .. لأن الآية تقول (ولا تطع من أغفلنا قلبه) ولم تقل الآية (لا تجالس لتدعو
للإبمان الذي كفر) .. فهل أطاع النبي من كفر بالله لتستدل بهذه الآية ؟!!
- فما هذا السخف في الإستدلال ..!!
#- ملحوظة هامة جدا
.. فانتبه للآتي:
1- ليس المشكلة في ثبوت قصة الأعمى أو عدم ثبوتها .. فهذا لا يعنيني شخصيا في شيء لا من قريب ولا من بعيد
وليست حجة في إثبات شيء أو إنكاره .. لأن القصة لا يوجد في سندها ما يطمئن له
القلب بصحتها حتى وإن أشار لتحسينها أو صحتها بعض العلماء .. وأقصى ما وجدته مقبول
هو ما يشير لإكرام السيدة عائشة لابن أم مكتوم وأشارتهم إلى أن المقصد من (عبس
وتولى) هو العتاب في ابن أم مكتوم .. وسبق ذكر الروايات في الفصل الأول من هذه
الرسالة .. ولكن تفاصيل القصة التي ذكرتها الروايات بالنسبة لي هي شيء محتمل حدوثه
.. لا أكثر من ذلك.
#- ولكن ما أكرهه حقيقة .. هو أن يتصور أحد افتراضات خاصة بما يراه هو شخصيا دون
اعتبار لأصول القرآن وأحكامه ويخلط الأمور ببعضها .. من أجل أن يعترض على رأي
تفسيري .. "بغض النظر عن كونه محتمل صحته أو عدم صحته" .. ولكن لماذا يأتي
البعض بآيات من القرآن لا علاقة لها بالمسألة ويزين للعوام أن فهمه هو الصحيح
بموجب ما أشار إليه .. من أجل أن تميل بقلوبهم لما هو يرغب فيه منهم أن يميلوا
إليه ؟!!
2- بل والأغرب من ذلك .. هو إنكار
رأي تفسيري بالكذب عليه فتنسب لأصحاب هذا الرأي ما لم يقولوا به لو افترضوا صحة
هذه القصة فتزعم أن هذا معناه أنهم يقولون بأن النبي طرد الأعمى لأن القصة تقول
بذلك .. ففي أي كتاب قيل بهذا الكلام وفي أي قصة قيلت أن النبي طرد الأعمى ؟!!
- فهذا
الكذب على العلماء فيه شبهة على من يفعل ذلك ..!! فانتبه .
#- خلاصة
القول:
- نحن لا
نتعارك لإثبات فحولة من لديه عضلات في العلم .. وإنما نتدبر كلام الله محاولة لفهم
كلام الله بصورة صحيحة أو مقبولة .. دون تعصب لفكر أو طائفة أو مذهب ..!!
- والله أعلم.
لا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفاللهم ارزقنا الفهم والاستيعاب مع الالتزام والتحقق بالآداب كما فعل النبي ونزل في الكتاب آمين يارب العالمين
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
جزاك الله خير يااستاذ خالد ورضي الله عنك وعن الجميع
ردحذفولا اتصور هناك مؤمن عاقل ممكن يعتقد أن رسول الله صل الله عليه وسلم طرد الاعمى ، وهناك توجيه قرآني واضح بعدم الانصياع لطلب المشركين بعمل مجلس خاص لهم مع الرسول صل الله عليه وسلم وبالفعل سيدنا رسول الله أكد هذا الامر بقصة الاعمى ومجيئه لمجلسه معهم .
واعتقد من استدل بالاية يريد يوضح التولى ليس بمعنى الطرد ، ولكن التولى معناه الحقيقي في الانشغال عنه بمن كان يدعوه ، يعنى العتاب ليس على فعل مادي محسوس .
فأعتقد الاستدلال بالايات ليس على سبيل الاعتراض على قصة الاعمى بقدر ما هي اثبات أن موقف النبي لم يخرج خارج اطار التوجيه الالهي من الايات السابقة ، فالايات تدعم موقف النبي صل الله عليه وسلم وهي حجة لموقفه صل الله عليه وسلم هذا ما فهمته من استدلال الدكتور عبدالبديع ابو هاشم من الآيات .
والله اعلى واعلم
ملخص الجزء الرابع
ردحذف1.. لا يوجد تحديد للمكان الذي جاء فيه الاعمى لمقابلة النبى .. إلا أن غالب الظن أنه أتى لبيت النبي .. وأخذ ينادي عليه مرار ولم يستجب النبى .. وقد جاء في حديث البخاري (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع)
2.. أو قد يكون الاعمى .. قد جاء إلى النبى في مكان كان جالسا فيه النبي مع أحد سادة قريش أو بعضهم سواء عند الكعبة أو دار الندوة .. وهنا سؤال ؟ .. كيف عرف الاعمى بمكان تواجد النبي وهو لا يرى .. إلا أن له قائد يقوده إلى مكان النبي .. فأشار النبي لقائد الأعمى أن يرجع به في ذلك الوقت لانشغاله بمن يجالسه أو يجالسهم.
3.. ومما سبق يتضح ..
أ .. لم يعبس النبى في وجه الأعمى لأنه أصلا لم يقابله.
ب .. لو كان قابله .. فلماذا كان ينادى عليه ليستأذن منه الحضور اليه؟
ج .. النبى لم يتولى عنه .. وإنما كان الإعراض عن الاعمى بعدم الإجابة عليه فيما طلب الإذن فيه بمجالسته .
د .. العتاب للنبي .. إذ أن هذا الاعمى كان أولى بالمجالسة من الكافر الذى يظهر من حاله أنه مستغني عن ربه بماله ومكانته الدنيوية..!!
4.. خلاصة القول .. نحن لا نتعارك لإثبات فحولة من لديه عضلات في العلم .. وإنما نتدبر كلام الله محاولة لفهم كلام الله بصورة صحيحة أو مقبولة .. دون تعصب لفكر أو طائفة أو مذهب .. والله أعلم
والله ولي التوفيق
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
نقاط مهمة في حالة صحة قصة النبي صلى الله عليه وسلم
ردحذفمع الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم.
■▪︎الأول:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عبس في وجهه لأنه أصلا لم يقابله .. فكيف يعبس في وجهة ؟!! ولو كان قابله فلماذا كان ينادي عليه ليستأذن منه في الحضور إليه ؟!
■▪︎الثاني
العتاب في حق النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه ترك الأولى وليس لأنه أخطأ . كما قال الله تعالى {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة : 43]
■فالعتاب بالوحي
نزل حينما أتاه مؤمنا وله عذر العمى .. وكأن الله رأف بحال المؤمن الأعمى وما تحمله من مشقة المجيء وهو حاله العمى .. ولذلك عاتب النبي فيه بأن تصرفه مع الاعمى كان خلاف الأولى فعله .. إذ أن هذا الأعمى كان الأولى بالمجالسة من الكافر الذي يظهر من حاله أنه مستغني عن ربه بماله ومكانته الدنيوية .." أ.خالد ابو عوف.."!!
■●الثالث
إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أم مكتوم ليس معناه أنه طرده ...
♡وإنما معناه عدم الاستجابة له في هذا الوقت الذي طلب فيه الإذن بمجالسة النبي صلى الله عليه وسلم..
لانشغاله مع شخص آخر ..
《《 فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتولى عنه بأن أعطاه قفاه ورحل عنه كما يتصور البعض .. لا وإنما كان الإعراض عن الأعمى بعدم الإجابة عليه فيما طلب الأذن فيه بمجالسته.》》
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
نقاط مهمة في حالة صحة قصة النبي صلى الله عليه وسلم
ردحذفمع الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم.
■▪︎الأول:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عبس في وجهه لأنه أصلا لم يقابله .. فكيف يعبس في وجهة ؟!! ولو كان قابله فلماذا كان ينادي عليه ليستأذن منه في الحضور إليه ؟!
■▪︎الثاني
العتاب في حق النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه ترك الأولى وليس لأنه أخطأ . كما قال الله تعالى {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة : 43]
■فالعتاب بالوحي
نزل حينما أتاه مؤمنا وله عذر العمى .. وكأن الله رأف بحال المؤمن الأعمى وما تحمله من مشقة المجيء وهو حاله العمى .. ولذلك عاتب النبي فيه بأن تصرفه مع الاعمى كان خلاف الأولى فعله .. إذ أن هذا الأعمى كان الأولى بالمجالسة من الكافر الذي يظهر من حاله أنه مستغني عن ربه بماله ومكانته الدنيوية .." أ.خالد ابو عوف.."!!
■●الثالث
إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أم مكتوم ليس معناه أنه طرده ...
♡وإنما معناه عدم الاستجابة له في هذا الوقت الذي طلب فيه الإذن بمجالسة النبي صلى الله عليه وسلم..
لانشغاله مع شخص آخر ..
《《 فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتولى عنه بأن أعطاه قفاه ورحل عنه كما يتصور البعض .. لا وإنما كان الإعراض عن الأعمى بعدم الإجابة عليه فيما طلب الأذن فيه بمجالسته.》》
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاكم الله خير الجزاء أستاذي الحبيب خالد على هذا المجهود الكبير وعلى هذا الوقت الذّي تضعونه لتبسيط المعلومات لنا، بارك الله فيكم ورفع قدركم يا ربّ العالمين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.
ردحذفوأحبّ أن أواصل طرح سوء الفهم عندي مبثوثا هنا ليراه الجميع حتّى يجتنبوه، وعليه، فاسمحوا لي سيّدنا بطرح هذا السؤال:
ذكرتم سيّدي خالد تحت س8 ما نصّه:
" الثالث: حتى ما قبل لحظة مجيء الأعمى إلى النبي ومناداته عليه ليأذن له في مجالسته .. لم ينزل وحي من الله بالإعتراض على النبي في مجالسة هذا الذي كان يدعوه للإيمان من عظماء قريش .. "إذن النبي لم يكن يفعل شيء مخالف لما أمره به الله" .. وإنما العتاب بالوحي نزل حينما أتاه مؤمنا وله عذر العمى .. وكأن الله رأف بحال المؤمن الأعمى وما تحمله من مشقة المجيء وهو حاله العمى .. ولذلك عاتب النبي فيه بأن تصرفه مع الاعمى كان خلاف الأولى فعله .. إذ أن هذا الأعمى كان الأولى بالمجالسة من الكافر الذي يظهر من حاله أنه مستغني عن ربه بماله ومكانته الدنيوية ..!! "
فهل أفهم منكم سيّدنا الحبيب أنّ نبيّنا صلّى الله عليه ولى آله وسلّم قد أخطأ ولذلك نزل العتاب من الله له؟ فهذا ما فهمته من هذه الجملة تحديدا:
"ولذلك عاتب النبي فيه بأن تصرفه مع الأعمى كان خلاف الأولى فعله .. "
وحتّى لا أناقش مفهوم الخطأ هنا، ولا أقول أنّه أخطأ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كما فهمته أنا من كلامكم و...فواضح "بأن تصرفه مع الأعمى كان خلاف الأولى فعله".
فهل رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم عندكم من الممكن أن لا يفعل ما هو أولى؟ وهذا السؤال عام، بمعنى هل ترون أنّه من الممكن أن لا يفعل الأولى صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في غير التّبليغ؟ وهذا لكي أتجنّب مسألة العصمة وما يتداخل فيها في التّبليغ، كأن يفعل شيئا ما، في غير التّبليغ، كان أولى به صلوات ربّى ربّي عليه تترى أن يقوم بما هو أولى له القيام به، بدليل ما قلتموه، بل بدليل آخر "أجمل"، قد قد وصفه القوم به وهو وارد في الصّحيح، أعني حديث تأبير النّخيل الذّي "أخطأ" فيه، كما يقولون، فهو ليس رحمة للعالمين، حاشاه، كما يعلمون هم.
كان أولى به صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن لا ينصح النّاس في النّخيل، أليس كذلك سيّدي خالد؟ فالنّاس يرون ذلك.
كان أولى به صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن لا يتردّد في حديث الجسّاسة الوارد في صحيح مسلم والذي هو من التبليغ ويقول:
" ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا، بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق ـ"
نبيّنا إذن ممكن الخطأ، أو لنقل، لا يخطأ، بل ممكن أن يقول بما ليس هو أولى به أن يقوله، في غير التّبليغ، وهذا حتّى نتجنّب مسألة التّبليغ ، فكيف لي وأنا الإنسان العاميّ أن أعرف السّنة من غيرها؟ أن أميز كلامه البشري من التبليغي؟ هل تعتقدون أنّه ورد شيئ يبيّن هذا أم كان هذا من إصطلاحات أهل الذّكر الذّين نتّبعهم في علمهم؟
أعني هو معصوم فقط في التّبليغ، فكيف لي أن أميّز اليوم من كلّ الأحاديث التي قالها صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم والتي وصلتنا ما هي التّي قالها وهي الأوْلى فلا يكون أولى له منها أن يقولها؟ أكلّ مرّة نحتاج بيانا قرآنيّا يعصمنا من فهم كلامه صلى الله عليه وعلى آله وسلّم البشري ونميّزه من التبليغي منه؟ الواقع يبيّن عكس ذلك، بدليل حديث التّأبير الصّجيج الذي لم يرد فيه نصّ قرآني.
كيف نميّز سنّة سنّة نبيّنا مادام لح صلى الله عليه وعلى آله وسلّم له حال بشري لا يعصمه من قول غير الأولى به أن يقوله؟
هذا، وأستغفر الله ورسول الله ممّا لم ترده نيّتي وطويّتي، وإنّي لازلت مرابطا سيّدي خالد حتّى يتّضح الأمر لي ولغيري، والله وليّ التّوفيق.
▪كله بيعدي.. مفيش حاجة بتدوم.. كلها مراحل انتقالية في حياتنا.. ومهما كانت الظروف صعبة أو حتى حلوة.. لازم نفتكر إنها مش هتدوم للأبد..
ردحذف▪الحياة مليانة مراحل بتعدي علينا.. وكل مرحلة بتعلمنا حاجات جديدة.. المهم إننا ما نستسلمش ونفضل نحاول..
▪يمكن اللحظة اللي إحنا فيها دلوقتي تكون صعبة.. لكن أكيد في وراها خير وراحة إحنا مش شايفينها..
▪الابتلاءات أوقات بتكون رسائل
من ربنا عشان نرجع له أو عشان نقوى أكتر..
▪والمفرح، إن حتى الحاجات الحلوة لازم نستمتع بيها ونشكر عليها.. لأنها زي ما جت هتعدي برضه..
▪عيش كل لحظة بتفاصيلها.. وتعلم من كل تجربة.. لأن اللي فات مجرد درس.. واللي جاي أمل جديد..
منقول.
▪يُحكى أن ملكًا أمر أشهر نجار في مملكته بصنع عرش جديد بدلاً من عرشه القديم.. فرح النجار بهذا التكليف العظيم وبدأ في العمل بحماس..
ردحذف▪لكن الملك كان صارمًا للغاية.. ولم يعجبه العرش الجديد.. فأصدر أمرًا بإعدام النجار في صباح اليوم التالي..
▪طلب النجار أن يقضي ليلته الأخيرة في بيته.. فوافق الملك.. ومع ذلك، لم يتمكن النجار من النوم.. فقد كان ينتظر لحظة إعدامه..
▪لكن زوجته قالت له "نم كما تنام كل ليلة.. فالله واحد.. وأبوابه كثيرة".. وبالفعل نام النجار..
▪وفي الصباح استيقظ على أصوات الجنود والخيول في ساحة منزله.. فأيقن أن ساعته قد حانت..
▪وعندما طرق الجنود بابه.. توجه إليهم مستسلمًا.. لكن قائد الجنود قال له "لقد توفي الملك، ونحتاجك لتصنع له تابوتًا!"
▪حينها تمتم النجار قائلاً: "حقًا، الله واحد، وأبوابه كثيرة".. فكن قرير العين.. ولا تبتئس مما أنت فيه.. فالرب واحد.. وأبوابه كثيرة..
🍃أيها المبتلي :
ردحذفسيجازيك الله بما صبرت، وسيعطيك حتى يرضيك، أليس الله القائل:
﴿ وبشّر الصابرين ﴾.
فإيّاك إياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء" .
فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.♥️